روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

قلب الوحش

 

يُنذرُ اﻹعلان الحربي الذي أطلقه من سويسرا اﻷمريكيون و الطلسيون مع حلفائهم المقربين في جميع أنحاء العالم ضد روسيا،  باحتدام الصدام في أوكرانيا ويجعل خطر الاشتعال المعمم أكثر وضوحاً.

هذا و كان سُمِّي زوراً بمؤتمر السلام عبارة عن مزيج من التهديدات ضد كل من يشكك في "اﻷمن" و"اﻹستقرار" الأوروأطلسيين، إلى جانب تعهدات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بتقديم دعم أكبر لأوكرانيا بالمال والسلاح.

و تُظهر عدم دعوة روسيا وغياب الصين ورفض أكثر من 10 دول التوقيع على البيان الختامي (السعودية والهند وجنوب أفريقيا وتايلاند وإندونيسيا والمكسيك والإمارات العربية المتحدة والبرازيل – التي حضرت كمراقب و غيرها) الاستقطاب العميق الناجم عن تفاقم المزاحمات الإمبريالية، على خلفية المواجهة بين الولايات المتحدة والصين من أجل موقع الصدارة في النظام الإمبريالي العالمي.

وكانت سويسرا بمثابة مقدمة لانعقاد قمة الناتو في واشنطن أوائل الشهر المقبل، حيث من المتوقع أن تقرر الدول الأعضاء الـ 32 الخطوات التالية لتصعيد المواجهة مع روسيا والصين.

وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، ستكون القمة علامة فارقة، حيث يتضمن جدول أعمالها زيادة تمويل نظام زيلينسكي بمساهمات من الدول الأعضاء على أساس مستقر، وتعزيز الجيش الأوكراني بأسلحة حديثة جديدة، وتوسيع الاتفاقيات لتشمل المزيد من استخدام الأسلحة "الغربية" ضد أهداف على الأراضي الروسية، وإرسال المزيد من "المدربين" إلى جبهات الحرب وتجهيز أوكرانيا بالطائرات الحربية.

هذا و انتقل التأهب الحربي سلفاً إلى مستوى آخر: فمن المتوقع أن يحقق أكثر من 20 عضواً في حلف شمال الأطلسي هدف التحالف الإمبريالي المتمثل في إنفاق تسليحي بما يتجاوز 2% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، أي ضعف عدد اﻷعضاء الذي كان عليه قبل خمس سنوات.

حيث أسهمت بذلك قفزة ميزانية الاتحاد الأوروبي الحربية، التي وصلت العام الماضي إلى مستوى تاريخي بلغ 240 مليار يورو، عاملاً أساسياً، مع اتجاه نحو المزيد من الصعود، في حين أنه من المؤكد أن أوروبا قد انتقلت سلفاً نحو "اقتصاد الحرب". وغني عن القول أن بلادنا هي من بين الدول الرائدة، إذ تنفق باستمرار أكثر من 2% من الناتج المحلي الإجمالي على برامج تسليح حاجات حلف شمال الأطلسي.

حيث تتلبد و تتميز غيوم اشتباك إمبريالي معمم، اعتباراً من جبهات الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط، ومن التوترات التي تتصاعد في طول وعرض الكوكب، مع البلقان والمحيط الهادئ والقوقاز وأفريقيا.

إن سياسة حلف شمال الأطلسي الإجرامية فوق أرضية مزاحمته التي لا تُجسر هوتها مع المعسكرات الإمبريالية الأخرى، هي  عامل زعزعة للاستقرار والحرب، وتهدد مليارات البشر في جميع أنحاء العالم. حيث غدى الحفاظ على التوافقات الهشة أمراً متزايد الصعوبة.

و يتبدَّى مقدار هشاشة الوضع من رفع مستوى تهديدات الناتو ضد الصين. حيث اتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الصين بنحو مباشر بدعم روسيا في الحرب في أوكرانيا و"تأجيج أكبر صراع مسلح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية". حتى أنه هدد الصين بفرض عقوبات اقتصادية، حيث طالبت اﻷخيرة حلف شمال الأطلسي الكف عن "صب الزيت على النار".

هذه هي الصورة الكبيرة، مع الأخذ في الاعتبار تطورات الأسبوع الماضي فقط. و تحت هذا الضوء، يجب على الشعب أيضاً أن يرى مخاطر التورط اليوناني العميق في تخطيط الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وحتى من مواقع مفرزة متقدمة، أمر  يضع شعبنا في المهداف بنحو أكثر.

ومن هنا تنبثق المسؤولية للحركة العمالية الشعبية من أجل زيادة زخمها.

إن مناهضة الحرب الإمبريالية تعني، قبل كل شيء، النضال من أجل فكاك البلاد من مخططات الناتو الإجرامية، مع استهداف الحكومة وجميع أحزاب الحرب، و الطبقة البرجوازية وحلفائها الدوليين. إنه يعني اﻹعراب عن التضامن مع الشعوب الأخرى التي تخوض المعركة في بلدها. إنه يعني خوض الصراع من أجل  اقتلاع قلب الوحش، وحش النظام العفِن الذي يلد الحروب والمزاحمات والاستغلال.

نُشرَ في عمود "رأينا" لعدد صحيفة ريزوسباستيس الناطقة باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، الصادر يوم 19\6\2024